كورونا فوبيا ، هستيريا العدوى

كورونا فوبيا ، هستيريا العدوى


كورونا فوبيا ، هستيريا العدوى

admin

رجاء لا تلمسني…..لا تصافحني…..ممكن ان تكون مصاباً بفيروس كورونا، واللمس قد ينقل العدوى……

هذه الجمل التي أصبحنا نسمعها بشكل يومي وقد انتشرت في معظم البلاد والدول، وخصوصاً ان منع اللمس

والمصافحة والتقبيل وعدم التجمهر هي من الإجراءات الوقائية الاساسية لمنع انتشار هذا الوباء (فيروس كورونا)

التي تنص عليها منظمة الصحة العالمية في هذه الفترة بعد ان انتشر الفيروس واجتاح عشرات الدول قادماً من

الصين وسهولة انتقاله عبر القارات المختلفة.

الخوف والذعر من فيروس كورونا
ونشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي الكم الهائل من النشرات التوعوية المتعلقة بالإجراءات الضرورية لحماية

الاشخاص من انتقال العدوى، إلا أن هناك اختلاف واضح في التفاعل من شخص الى اخر مع تلك المحاذير ونلاحظ

تباين في ردود الافعال المتعددة من اللامبالاة لتصل الى الخوف المرضي من هذه العدوى التي بدورها أصبحت تؤرق العالم برمته .

ومع سرعة انتشار فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، أخذت وتيرة تلك المخاوف تزداد يوماً بعد يوم، وللوهلة الاولى قد


 
يكون ذلك أمر طبيعي، إلا أن هناك ما ينتشر بشكل أسرع عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام

المختلفة وهو … الخوف والذعر … مما يجعل فئة كبيرة من الناس من لديهم الحساسية المفرطة تجاه خوف الإصابة بالأمراض يعانون معاناة كبيرة.

هل الخوف من كورونا والذعر منه حالة طبيعية؟
إذاً، هل يمكن خلق مبرر وإيجاد تفسير طبي لتلك الحالة من الخوف والهلع والذعر كرد فعل عقلي طبيعي على ذلك

الانتشار الوبائي؟ أم أن هناك مبالغة في ردة الفعل العقلية والنفسية تجاهه؟

من المنظور النفسي كيف يمكن تفسير تلك الحالة؟ وهل نستطيع تصنيفها بأنها حالة نفسية مرضية قد نطلق

عليها اسم حالة ذعر او هلع او الخوف الهستيري من الاصابة بفيروس الكورونا ؟

ولكن عند النظر الى تلك المسميات جميعاً، فإنها تشترك بأعراض الخوف الشديد والرعب من القادم. ويعود السبب

للإصابة بها هو التعرض المباشر الى ضغوطات أو صدمات نفسية ومواقف حياتية مؤلمة، ويعد انتشار فيروس كورونا أحدها.


 
ان حالة ((الخوف الهستيري)) التي تظهر في مثل هذه المواقف معروفة ويجب التعامل معها بدقة وحذر شديد

وخصوصاً بعد أن تحولت الى هستيريا جماعية، قد تلحق الضرر بجميع أفراد المجتمع.

وهذه الحالة يمكن تفسيرها بشكل علمي، وهو أن النفس البشرية لديها استعداد سريع للتعامل مع حالة الفزع

والخوف الشديد، مما يدفعها الى التفكير بشكل عشوائي قد ينتج عنه اتخاذ قرارات سريعة ومتهورة للخروج من المأزق بأي شكل.

وبانتشار فيروس كورونا يشعر البعض أنهم يواجهون ((قاتلاً مجهولاً)) يهدد بفناء البشرية وانتهاء الحياة، مما يصيب

البعض بالإحباط والاكتئاب واليأس القاتل، لا سيما بهذا الواقع الذي نعيشه اليوم وقد توقفت عجلة الحياة بإغلاق

المدارس والجامعات في العديد من الدول التي انتشر فيها الفيروس، وتأجلت مباريات رياضية لطالما اجتمع عليها

الشباب وكذلك المؤتمرات العلمية والمهرجانات، كما أغلقت المساجد ودور العبادة وعُطلت فيها الشعائر الدينية،

وأصبحت الشوارع والأزقة والمتنزهات خالية تماما من الوجود البشر